شــرح حديث {إذا تبايعتم بالعينة ...}
5 مشترك
ايجي توداي :: المنتدي العام ::
صفحة 1 من اصل 1
شــرح حديث {إذا تبايعتم بالعينة ...}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى من الكل قراءته
لان هذه الطريقة من البيع منتشره
شرح حديث : (إذا تبايعتم بالعينة ...)
السؤال : أرجو من فضيلتكم أن تشرح لنا هذا الحديث :
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا
تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ،
وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا
لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .
الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث رواه أحمد (4987) وأبو داود
(3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ،
وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ
حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .
شرح الحديث :
(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ)
العينة : حيلة يحتال بها بعض الناس على التعامل بالربا ،
فالعقد في صورته : بيع ، وفي حقيقته : ربا .
وبيع العينة : أن يبيع الشيء بالآجل ،
ثم يشتريه نقداً بثمن أقل ، كما لو باعه سيارة بعشرة آلاف
مؤجلة إلى سنة ، ثم اشتراها منه بتسعة آلاف فقط نقدا .
فصارت حقيقة المعاملة أنه أعطاه تسعة آلاف
وسيردها له عشرة آلاف بعد سنة ، وهذا هو الربا ،
ولهذا كان هذا العقد (بيع العينة) محرماً .
ولمزيد الفائدة حول بيع العينة ينظر جواب السؤال
رقم : (105339) .
(وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ)
يعني : للحرث عليها .
لأن من يحرث الأرض يكون خلف البقرة ليسوقها .
(وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ)
ليس المراد بهذه الجملة والتي قبلها ذم من اشتغل بالحرث
واهتم بالزرع .
وإنما المراد ذم من اشتغل بالحرث ورضي بالزرع
حتى صار ذلك أكبر همه ، وقدم هذا
الانشغال بالدنيا على الآخرة ، وعلى مرضاة الله تعالى ،
لا سيما الجهاد في سبيل الله .
وهذا كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)
أي : تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها .
(أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ)
أي : إن فعلتم ذلك ، فحالكم حال من رضي بالدنيا
وقدمها على الآخرة ، وسعى لها ، ولم يبال في الآخرة .
(فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)
التوبة/38 .
فمهما تمتع الإنسان في الدنيا ، وفعل ما فعل في عمره ،
فهذا قليل إذا ما قورن بالآخرة ، بل الدنيا كلها
من أولها إلى آخرها لا نسبة لها في الآخرة .
فأي عاقل هذا الذي يقدم متاعاً قليلاً زائلاً ،
مليئاً بالأكدار ، على نعيم مقيم لا يزول أبداً !
انظر : "تفسير السعدي" ص 374 .
(وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ)
يعني تركتم ما يكون به إعزاز الدين ، فلم تجاهدوا
في سبيل الله بأموالكم ، ولا بأنفسكم ،
ولا بألسنتكم .
(سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا)
أي : عاقبكم الله تعالى بالذلة والمهانة ، جزاءً لكم على ما فعلتم
، من التحايل على التعامل بالربا ، وانشغالكم بالدنيا
وتقديمها على الآخرة ، وترككم الجهاد في سبيل الله ،
فتصيرون أذلة أمام الناس .
قال الشوكاني رحمه الله : "وسبب هذا الذل ـ والله أعلم ـ أنهم
لما تركوا الجهاد في سبيل الله ، الذي فيه عز الإسلام
وإظهاره على كل دين عاملهم الله بنقيضه ،
وهو إنزال الذلة بهم" انتهى .
(حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)
أي : يستمر هذا الذل عليكم ، حتى تعودوا إلى إقامة الدين
كما أراد الله عز وجل ، فتطيعوا الله في أوامره ،
وتجتنبوا ما نهاكم الله عنه ، وتقدموا الآخرة على الدنيا ،
وتجاهدوا في سبيل الله .
والحديث يدل على الزجر الشديد والنهي الأكيد عن فعل هذه المذكورات في الحديث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم
جعل ذلك بمنزلة الردة ، والخروج عن الإسلام ، فقال :
(حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .
وفيه أيضاً : الحث الأكيد على الجهاد في سبيل الله ،
وأن تركه من أسباب ذل هذه الأمة أمام غيرها من الأمم ،
وهذا هو واقع الأمة اليوم ، للأسف الشديد ، نسأل الله تعالى
أن يمن علينا وعلى المسلمين جميعا بالرجوع إلى هذا الدين ، وهدايتنا وتوفيقنا إلى العمل به ، على الوجه الذي
يُرضي الله عز وجل .
والله أعلم .
انظر : "سبل السلام" للصنعاني (3/63 ، 64) ،
"نيل الأوطار" للشوكاني (6/297 – 299) .
"شرح بلوغ المرام" للشيخ ابن عثيمين (4/36 – 39) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
موفقين يارب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اتمنى من الكل قراءته
لان هذه الطريقة من البيع منتشره
شرح حديث : (إذا تبايعتم بالعينة ...)
السؤال : أرجو من فضيلتكم أن تشرح لنا هذا الحديث :
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا
تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ،
وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا
لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .
الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث رواه أحمد (4987) وأبو داود
(3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ،
وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ
حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .
شرح الحديث :
(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ)
العينة : حيلة يحتال بها بعض الناس على التعامل بالربا ،
فالعقد في صورته : بيع ، وفي حقيقته : ربا .
وبيع العينة : أن يبيع الشيء بالآجل ،
ثم يشتريه نقداً بثمن أقل ، كما لو باعه سيارة بعشرة آلاف
مؤجلة إلى سنة ، ثم اشتراها منه بتسعة آلاف فقط نقدا .
فصارت حقيقة المعاملة أنه أعطاه تسعة آلاف
وسيردها له عشرة آلاف بعد سنة ، وهذا هو الربا ،
ولهذا كان هذا العقد (بيع العينة) محرماً .
ولمزيد الفائدة حول بيع العينة ينظر جواب السؤال
رقم : (105339) .
(وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ)
يعني : للحرث عليها .
لأن من يحرث الأرض يكون خلف البقرة ليسوقها .
(وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ)
ليس المراد بهذه الجملة والتي قبلها ذم من اشتغل بالحرث
واهتم بالزرع .
وإنما المراد ذم من اشتغل بالحرث ورضي بالزرع
حتى صار ذلك أكبر همه ، وقدم هذا
الانشغال بالدنيا على الآخرة ، وعلى مرضاة الله تعالى ،
لا سيما الجهاد في سبيل الله .
وهذا كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)
أي : تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها .
(أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ)
أي : إن فعلتم ذلك ، فحالكم حال من رضي بالدنيا
وقدمها على الآخرة ، وسعى لها ، ولم يبال في الآخرة .
(فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)
التوبة/38 .
فمهما تمتع الإنسان في الدنيا ، وفعل ما فعل في عمره ،
فهذا قليل إذا ما قورن بالآخرة ، بل الدنيا كلها
من أولها إلى آخرها لا نسبة لها في الآخرة .
فأي عاقل هذا الذي يقدم متاعاً قليلاً زائلاً ،
مليئاً بالأكدار ، على نعيم مقيم لا يزول أبداً !
انظر : "تفسير السعدي" ص 374 .
(وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ)
يعني تركتم ما يكون به إعزاز الدين ، فلم تجاهدوا
في سبيل الله بأموالكم ، ولا بأنفسكم ،
ولا بألسنتكم .
(سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا)
أي : عاقبكم الله تعالى بالذلة والمهانة ، جزاءً لكم على ما فعلتم
، من التحايل على التعامل بالربا ، وانشغالكم بالدنيا
وتقديمها على الآخرة ، وترككم الجهاد في سبيل الله ،
فتصيرون أذلة أمام الناس .
قال الشوكاني رحمه الله : "وسبب هذا الذل ـ والله أعلم ـ أنهم
لما تركوا الجهاد في سبيل الله ، الذي فيه عز الإسلام
وإظهاره على كل دين عاملهم الله بنقيضه ،
وهو إنزال الذلة بهم" انتهى .
(حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)
أي : يستمر هذا الذل عليكم ، حتى تعودوا إلى إقامة الدين
كما أراد الله عز وجل ، فتطيعوا الله في أوامره ،
وتجتنبوا ما نهاكم الله عنه ، وتقدموا الآخرة على الدنيا ،
وتجاهدوا في سبيل الله .
والحديث يدل على الزجر الشديد والنهي الأكيد عن فعل هذه المذكورات في الحديث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم
جعل ذلك بمنزلة الردة ، والخروج عن الإسلام ، فقال :
(حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .
وفيه أيضاً : الحث الأكيد على الجهاد في سبيل الله ،
وأن تركه من أسباب ذل هذه الأمة أمام غيرها من الأمم ،
وهذا هو واقع الأمة اليوم ، للأسف الشديد ، نسأل الله تعالى
أن يمن علينا وعلى المسلمين جميعا بالرجوع إلى هذا الدين ، وهدايتنا وتوفيقنا إلى العمل به ، على الوجه الذي
يُرضي الله عز وجل .
والله أعلم .
انظر : "سبل السلام" للصنعاني (3/63 ، 64) ،
"نيل الأوطار" للشوكاني (6/297 – 299) .
"شرح بلوغ المرام" للشيخ ابن عثيمين (4/36 – 39) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
موفقين يارب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
__________________
/
رد: شــرح حديث {إذا تبايعتم بالعينة ...}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Sultan Murad- مشرف الميديا الاجنبيه
- الجنس :
عدد مشاركاتى : 211
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
رد: شــرح حديث {إذا تبايعتم بالعينة ...}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
JAOUAD1997- عضو شرفي
- الجنس :
عدد مشاركاتى : 476
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
رد: شــرح حديث {إذا تبايعتم بالعينة ...}
شك را علي الموضوع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المفيد
رد: شــرح حديث {إذا تبايعتم بالعينة ...}
شكرا علي الموضوع المنسق والجميل
The Fury- مشرف الميديا العربيه
-
الجنس :
عدد مشاركاتى : 513
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
•عُمرِےُ *: : 29
ايجي توداي :: المنتدي العام ::
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى